بعد بطولة مشرفة للمنتخب المصري -بفضل حماس وطموح اللاعبين-، لم يتمكن
الفراعنة من التتويج بالبطولة الثامنة لكأس أمم أفريقيا بعد الخسارة بهدف
لهدفين ضد منتخب الكاميرون الذي حقق اللقب الخامس عبر تاريخه في الجابون.
والآن مع تحليل شامل لإيجابيات وسلبيات كل فريق:
© متوفر بواسطة Goal.com
■
كرة القدم نعم لا تعرف العدل المطلق وفي العديد من المناسبات تعطي للفرق
التي لا تستحق، ولكنها تكون عادلة وفق هواها، والليلة تجسد العدل في صورة
خسارة بالعاصمة الجابونية، فالعدل يقول أن المنتخب المصري لا يتأهل منذ دور
الثمانية، فهو لم يكن الطرف الأفضل ضد المغرب، والعدل يفرض توديع الفراعنة
للبطولة من نصف النهائي بعدما كان الطرف الأقل ضد بوركينا فاسو، وها هو في
المباراة النهائية كان الطرف الأقل من حيث الأداء والرغبة في تحقيق
الانتصار، وهذه المرة لم تمنح كرة القدم المنتخب المصري بعض الظلم من أجل
تحقيق اللقب.
لم أعد مندهشًا من سوء الحظ الذي يعاني منه كوبر على
صعيد خسارة المباريات النهائية، فها هو يخسر النهائي السادس عبر مسيرته
التدريبية، التي شهدت خسارة لقب للسيري آ عام 2003 من الجولة الأخيرة لصالح
يوفنتوس، كرة القدم تكره هيكتور كوبر تكره أسلوبه ولا أعتقد أنها ستنصفه
أبدًا بأي لقب.
■ أسلوب كوبر الدفاعي وتراجعه المبالغ به في الكثير
من الأوقات يعطي أي فريق خصم للمنتخب المصري الشخصية والثقة التي يحتاجها
داخل الملعب، فمن المعروف أن المنتخب الكاميروني يلعب بمنتخب هو الأصغر من
حيث معدل السن في البطولة ورغم هذا منحه المنتخب المصري بتخليه عن
الاستحواذ والضغط الهجومي الثقة التي يحتاجها اللاعبين الشباب ومع مرور
الدقائق كانت عناصر المنتخب الكاميروني تزداد ثقة وهدوءً على أرضية الملعب.
■
انهار المنتخب المصري بدنيًا بشكل واضح في الشوط الثاني، هذا الانهيار
ربما نلتمس فيه العذر للاعبين بعد الأداء والمجهود الجبار في البطولة، ولا
سيما في ظل أسلوب كوبر الذي تسبب في الكثير من الإصابات والإجهاد، فهو
أسلوب يعتمد على الركض وراء الكرة طوال 90 دقيقة بدلاً من تدويرها،
الإصابات والإرهاق يتحمل مسئوليته الجهاز الفني والمدرب الذي لم يرحم
لاعبيه في أي مباراة وفي النهاية ضاع اللقب.
■ إصابات لعينة جعلت الجماهير المصرية تحت رحمة لاعب مثل "عمرو وردة" لا
يليق جسده بجسد لاعب محترف كرة قدم وليس لاعب دولي يشارك في بطولة تنافسية
وبدنية كبطولة أمم أفريقيا، فمن المستحيل أن يكسب التحامًا واحدًا بهذه
النحافة ضد أي لاعب أفريقي وليس فقط لاعب كاميروني، ولم يكن من الغريب على
الإطلاق أن يكون هو أول لاعب يصاب بشد عضلي في المباراة الليلة رغم كونه
أقل لاعب في الملعب مشاركة من حيث عدد الدقائق في البطولة.
■ هفوتان
كانتا السبب في الخسارة وفي الهدفين، الأولى يتحملها المدافع "أحمد حجازي"
الذي ترك نكولو يرتقي أعلى منه ويضع الكرة بسهولة في المرمى، والثانية
مشتركة بين علي جبر والمحمدي في لقطة الهدف الثاني، فالأول قرر الحفاظ على
رأسه وعدم الدخول في الكرة أمام قدم بوبكر بالشكل الذي يجبر الحكم على
احتساب مخالفة، والثاني فضّل الاعتراض ورفع يديه مطالبًا بمخالفة على حساب
القيام بواجبه الدفاعي والتدخل لمنع المهاجم الكاميروني من التسجيل.
■
منذ بداية البطولة ولا يبدو على المنتخب المصري أنه بحاجة للعب برأس حربة
كلاسيكي، لذلك لم تؤثر إصابة المهاجمين "مروان محسن" ومن بعده "كوكا" على
أداء المنتخب المصري، فلا توجد عرضيات بطبيعة التحفظ الواضح من كوبر
وتعليماته بعدم تقدم الظهيرين للمساندة الهجومية، كما لا يفكر اللاعبين
عندما يتلعق الأمر بالتمريرات البينية أو الطولية سوى في صلاح لذلك سيكون
دور رأس الحربة هامشي لا فائدة كبيرة منه، اللهم كونه محطة لاستلام الكرات
وتحريك اللاعبين من حوله.
■ كان من حسن حظ صلاح ومن حسن حظ المصريين
تواجد ظهير بهشاشة الظهير الأيسر للكاميرون "أوينجو" الليلة في مواجهة قطار
روما فائق السرعة، صلاح تفوق بالطول والعرض على المدافع الكاميروني الذي
بدا ساذجًا للغاية، فعندما يلعب عليك جناحًا سريعًا لا يمكن أن تترك له أي
مساحة سواء للركض بالكرة أو حتى استلامها دون ضغط، وهذا ما لم يفعله أوينجو
الليلة في المباراة، وبالفعل عاقبه صلاح على هذه السذاجة وتمكن من التفوق
عليه في أكثر من لقطة سواء بالسرعة أو المهارة.
■ الهدف الأول
للمنتخب الكاميروني كان محبطًا للغاية، نعم نكولو من أبرز مدافعي العالم في
الكرات الهوائية وميزته الأبرز التي تجعله حتى الآن يلعب في فرق القمة
بالليج آ هو تفوقه في الألعاب الهوائية، ولكن عندما يكون لاعب واحد في
مواجهة ثلاثة لاعبين فمن المحبط أن تكون الغلبه له في نهاية المطاف، وعندما
تكون أبرز مميزات قلبي دفاع فريقك هي الكرات الهوائية فمن بالغ الإحباط أن
تستقبل هدفًا من كرة عرضية!
■ كان لغزًا
بالنسبة لأغلب المتابعين ضعف الجبهة اليسرى للدفاعات الكاميرونية، فمن
المعروف أن المنتخب المصري يركز في هجومه على الجبهة اليمنى أين يتواجد
المميزة "محمد صلاح"، بل باتت تعتبر تلك الجبهة هي الحل الهجومي الوحيد
الآن للمنتخب المصري، لذلك تواضع مستوى "أوينجو" كان السبب الرئيسي لاهتزاز
المنتخب الكاميروني، وقد حاول المدرب البلجيكي "إيجو بروس" التدخل بين
الشوطين بتحريك قلب دفاعه الأقوى "ندجو" للتغطية خلف الظهير المهتز الذي
ترك مساحات كبيرة أمام الـ"TGB" صلاح.
■ باستثناء الجناح المميز
باسوبونج لم تكن هناك خطورة تذكر لهجوم الكاميرون في الشوط الأول، وحتى
القائد المميز "بنجامين موكانجو" بدا منهكًا منذ الدقائق الأولى ومع عدم
تمكنه من صناعة اللعب كما اعتاد في المباريات الماضية اختفت الخطورة
الكاميرونية خاصة في ظل عشوائية تحرك المهاجم الثاني زوي الذي لم يجد نفسه
خلال المواجهة.
■ كانت هناك لمحة ممتازة من المدرب بروس بين شوطي
المباراة، فقد طلب من جناحيه الهجوميين "باسوبونج وموكانجو" تبديل المراكز،
تلك اللمحة غيّرت تمامًا من شكل الأسود هجوميًا، فبعدما كان التركيز على
الضم للداخل والتصويب على المرمى بات كل جناح يلعب على جبهته وعلى قدمه
الأساسية لذلك تحول التركيز إلى الكرات العرضية وبات هناك الكثير من
العرضيات التي ضغطت على الدفاع المصري وتسببت في الوصول إلى الشباك
■
لأول مرة منذ التأهل من دور المجموعات يحصل المنتخب الكاميروني على
الأفضلية على أرضية الملعب، فضد السنغال كان منتخبًا دفاعيًا يعتمد على
المرتدات، ثم ترك الاستحواذ لغانا ولعب بذكاء ودهاء واضح حتى حصل على تذكرة
المباراة النهائية، ولكن الليلة وجد منتخبًا دفاعيًا متراجعًا فلما لا
أستحوذ على الكرة وأحاصر خصمي في مناطقه، تمكن الكاميرون من التحول
كالحرباء يرجع في المقام الأول للمدرب البلجيكي المحنك "إيجو بروس"، وكان
هذا هو الفارق بينه وبين كوبر فعندما أتيحت له الفرصة من أجل السيطرة وأخذ
المبادرة لم يصر على تراجعه كما فعل كوبر ضد مالي وأوغندا على سبيل المثال.